سيدرة

صوتي مرآتي التي لم أنظر إليها يومًا

post image 1

لا أعلمُ بالضبط متى بدأ الأمر. لكن الذي أعلمهُ يقينًا هو شعوري الحقيقيّ حين مدحتني معلّمتي وأهلي عندما كنت أتلو القرآن الكريم وقالو أنّ لي صوتًا جميلًا. كنت أشعر بالشكّ. لم أصدّق ما يقولونه، وشعرتُ أنّه مجرّد مجاملة ليشجعوني. كأنّهم يريدون تعويض بصري المكفوف بصوتي الجميل كي لا أشعر بالنقص كما يظنّون. لكن من ادّعى أنّ الإنسان يكونُ كاملًا؟!

كان الوقت والتدريب كفيلان بتقليص شكوكي تجاه نفسي. درّبني أستاذ المركز الخاص الذي أرتاده على الأناشيد، وساعدني لأتجاوز الأخطاء الصوتيّة، وسجّل لي مقطعًا صوتيًّا. حينها رغبتُ في أن أتدرّب أكثر، وأنشد أكثر. ماذا لو كنت موهوبةً حقًّا، وصار صوتي مرآتي التي لم أنظُر إليها يومًا؟

تلقيتُ رسالة من مركز إبداع، تدعوني للانضمام إلى المركز، وتتيحُ لي فرصة تعلّم الإنشاد وكل ما يتعلّق به. كان شعورًا خاصًّا وجميلًا بأن أصير من الموهوبين حقًّا.

صارت أيّامُ دوامي في مركز إبداع هي أيّامي الجميلة التي أنتظرها، وفسحتي اللطيفة التي أشعر بحبّها وتقديرها. صرتُ أتعلّم المقامات، والسلم الموسيقي، وأسجّل في استديو حقيقي أشعر فيه بالسكون لأنّه معزول الصوت وأعزف على آلاتٍ حقيقيّة. كما يصوّرني محمّد الهزّاع على صفحته وأنا أنشد.

لم يكن هذا كلّ شيء. إذ كان أهمّ ما تعلّمته هو “الثقة”. الثقة بنفسي وبأنّ صوتي جميلٌ حقًّا وعذب، والثّقة بالآخرين ولطفهم ومشاعرهم الحقيقيّة تِجاهي، وأنّ إطراءهم ليس مجاملةً أبدًا، بل شعور وتأثّر بتلك الأنغام التي أبثّها في قلبهم.

أحلم أن أصير قاضي. أحبّ أن أنشرَ العدل، وأجعل النّاس يشعرون بالثقة وقيمة الحياة. أحبّ أن يكون صوتي هو شعورهم الأوّل بالعدل. كما أنّني أودّ أن أتدرّب في مجال التعليق الصوتيّ. أمّا موهبتي الأولى، فهي رفيقتي الدّائمة، لذا سيظلّ صوتي شاديًا بإذن الله.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *